كأنني أرجوحةُ الصمت
أخِيطُ لهاثَ النسمات
أسرقُ نعاسَ الهزيع
لأرتقَ جفوناً سافرة. كأنني عينُ دوريٍّ
أرخى ريشَهُ رقصةً للريح
وأسدلَ للصيادِ
ضفائرَ ظلِّّهِ الهارب. كأنني سرابٌ أغبر
يشقُّ بيداءَ الغروبِ
يعشق طقوسَ الغجر
يفترشُ الظنونَ
بساطاً للمفاتن. كأنني ريقُ العطاش
وحولي الأباريقُ تتكسّر
ترصدُ سحابةً هاربة
حبلى بأعناقِ الجرار كأنني نجمةٌ عارية
تبلسمُ عطشَ الموج
لقبْلةٍ دافئة
في مضجعِ الرمال. كأنني خوذيٌّ أحمق
يعصرُ الثلوجَ قوتاً لجنونه
يرصدُ الصقيعَ حلماً
لمدفأةٍ هاربة
كأنني يساريٌّ جديد
قبّعتي تنازلُ الشمس
وأصابعي
دخانُ سيجارةٍ رأسمالية.
كأنني شراعٌ مفتون
يعشقُ القطبَين
وبين الريحِ والريح
تغرقُ ملامحي. أنا تدمرُ وطشقند
أنا بلقيسُ وسبأ
أنا قرطاجُ وقرطبة
وبين جدِّّي وبيني
سندبادٌ بلا وطن
وبكاءٌ بلا تاريخ.