الحمد لله الهادي الى الصراط المستقيم، والصلاة والسلام على قرة الأعين، محمد بن عبد الله الصادق الأمين، الدال الى الطريق القويم. وعلى آله وصحابته الغر الميامين، ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين، وعنا معهم يا أرحم الراحمين.
آآآه والسلامة من الآه. وبعد ابتعاد اضطراري بلغ من العمر أسبوعا من المعايير الزمانية التي وضعها الله لبني آدم. ابتعاد وغياب عن نقر أزرار الحاسوب، كوسيلة لبلورة الأفكار، وترجمة المعتقدات والتخمينات الباطنة ، التي تعين على اخراج غيظ الصدور وثقل الهموم، بسبب "هاد الحمقة ديال الكرة" . بعد سباعية الأيام، هاهي الأنامل قد عادت الى سالف العهد، لتضع بين أيديكم بعض ماشوهد وما تلي وما التقط عبر أثير موجات "كووورة مغربية" لتخرج لنا ببعض البصائر والتأملات الشخصية. وأتمنى من الواحد الأحد، أن يكون العود أحمد، والطرح أرفد، والمداخلات أوفد، والنقاش أجود.
::..::..:: منطلق العنوان : مطلب اللب والبنان ::..::..::
راج منذ أيام خبر مفاده حصول اللاعب الدولي سفيان العلودي على الجنسية الاماراتية. بعد خروج النبأ على الملأ، ودون سابق اشعار، ودون أدنى تحر لحقيقة الخبر. تهنا في محيط ملغوم ومركب ملثوم من النقاشات المحتدمة، غامضة الابتداء مبهمة الانتهاء. شرعت أبواب الاتهامات في حق النجم المدلل للأسود. دون دليل ملموس أو منطق تحليلي يقبل النقاش. ففئات ذهبت الى نعته بمصطلحات بلهاء وحمقاء. وأنفار تمادوا في وصفه باللاهث وراء زينة الحياة. وفئام أصرت على أوقح تعبير، برمي سفيان العلودي بتهمة الخيانة للوطن الأم. وهنا مربط الفرس لكل ماكتب في هاته الأسطر.
بغض النظر عن صحة الخبر من عدمها. لأن لاشيء رسمي قد ولج أسماعنا لحد الساعة. بغض النظر عن هذا أو ذاك، فقد غمرنا طوفان من الادعائات الباطلة في حق من أبدى حبه الكبير لبلاده في جميع اللقاءات التي أجراها رفقة المنتخب الوطني، وترجم عشقه لوطنه أداء راقيا على أرضية الميدان. ولنفرض كونه قد جنس بالفعل، فالعلودي قد بلغ سنا لم يعد مسموحا له به اللعب لمنتخب غير أسود الأطلس كما تنص قوانين الفيفا. فلماذا كل هذا السيل من الاتهامات؟؟؟ ومالمانع من التجنيس مادامت شريعتنا الغراء ودستور مملكتنا المغربية لاتمنعانه ولاتحرمانه أو تجرمانه !!! أم سنسمي كل من يحمل جنسية قطر من أقطار المعمور خائنا؟؟ فبهذا المنطق سنجرد مايعجز اللسان عن احصائه من مغربيتهم الأصيلة. وهذا مايدعو الى القلق جراء معتقدات هاته الفئة التي اتهمت سفيان بالخيانة!!!! فأرجوكم أعوني سمعكم ولو للحظة، لأنكم تعلمون تمام العلم أن ظلم الانسان لأخيه لايغفر الا برد مظلمته في الحياة الدنيا قبل الممات. ورمي الناس باتهامات جد جد خطيرة داخل في هذا الباب.
حقيقة وصراحة وصدقا، وبجميع العبارات التي تفيد تزكية الحديث والبيان، انه لمما يذيب القلب كمدا ويعتصر له الفؤاد ألما، أن يرمى الناس بالباطل، وبتخمينات واهية متسرعة، تتمخض عنها القاء التهم جزافا. وأي تهمة؟؟ خيانة الوطن الذي رضعنا من حليب دينه وشيمه، واشتممنا من أرضه رائحة بطولات الأجداد. خيانة الوطن وكما غاب عن هؤلاء، ليست مما يلهج به كل لسان، لأنها تهمة لو ثبتت، فلن تحمد عقبى صاحبها.
نقطة أخرى تثير الاستهجان وعانى منها كثيرا، وذاق مرارتها وتجرع غصصها ردحا من الزمن، كل صانع للنجاح وجالب للأفراح ومنس للأتراح، في رياضتنا الوطنية. تلكم المعاناة هي انقلاب عديد مكونات الرأي العام على ذلكم الرياضي المسكين، لتنساق وراء الكلام المزخرف بأبهى الزخارف، والذي مافتئ عديد المسؤولين الرياضيين، يطربون به أسماعنا. ليكون اللاعب النجم أو المدرب الناجح قد تحول بقدرة قادر داخل قلوب وأذهان هؤلاء من أسطورة أبدعت وأقنعت فأمتعت، الى معرض لجميع الاتهامات التي تخطر على القلب والبال. فهاهو قاتل للمواهب الصاعدة "الكروج كمثال!!!" وهاهو مخرب للبطولة الوطنية ولفريق عريق "الزاكي كمثال!!!"، وهاهو كخائن لوطنه وعلم بلاده "العلودي كمثال!!!"... فما هاته الأراء المدلهمة، وماهاته الرابطة المتينة التي تجمع بين قلب محب ليتحول الى كاره، فيرجع الى محب ثم يعود الى كاره فحقود، على حسب أهواء قضية الساعة وآراء المتتبعين. أم أصبحت خيانة الضمير سهلة المنال، لتجرنا الى التحدث دون جرد البيانات الدماغية، وسرد المعطيات التاريخية. آآآه، ماهكذا تؤكل لحم الكتف. رغم أن الخبر بامكانه أن يوضع تحت مسمى "اشاعة"، لأننا لانملك تأكيدا أو نفيا بهذا الصدد. وهذا ما قد يزيد من حدة الاستهجان والتذمر تجاه ظاهرة يخشى الكل من أن تنخر عظام بني الجلدة.
سفيان العلودي مغربي، من أب مغربي، وأم مغربية. سواء جنس أم لم يجنس، فسيبقى مغربيا. ولن يشكك عاقل أو يقظ أو بصير في ولاء "محبوب جماهير أسود الأطلس" لقميص المنتخب. والسؤال البديهي عقب كل ما خط من الأحرف وما نقر من الأزرار:
من يملك الصواب؟ أهم "خونة الضمير" الذين تعالوا على ضمائرهم وألقوا ما طاب ولذ من الكلام في حق سفيان العلودي. أم من لقب بـ"خائن الوطن" ويكون بذلك من التهمة ببراء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ نقاط استفهام كثيرة توازي كثرة الاستغراب من المنطق الذي يتعامل به هؤلاء، مع احترامي للجميع.
واليكم هذا البيت الشعري الجميل:
مامن غريب وان أبدى تجلده ### الا وسيذكر بعد الحنين الوطنا.
وبهذا البيت الشعري أخط نهاية الكلام، فأتمنى ألا تنهج ثرثرة الببغاء، وصم المومياء، وشرود البهيمة العجماء. فكن عضوا معطاء، ولاتكن من ذوي البصيرة العمياء، وشارك معنا بالنقاش البناء.